

استمع المقال 











استمع المقال جودي فوستر..
أتذكر جيدا ذلك السادس من يوليوز من العام ألفين وواحد وعشرين، وذلك اللقاء مع النجمة العالمية جودي فوستر في مهرجان كان. كان مهرجاناً استثنائياً، نظم في تاريخ غير مألوف، بالنظر لجائحة كورونا.
نقلوه من شهر ماي إلى شهر يوليوز، وقبل ساعات من الافتتاح، كنت من أولئك المحظوظين الذين حاوروا هذه السيدة الكبيرة في عالم السينما، في يوم تكريمها ومنحها سعفة شرفية على مشوارها كممثلة ومخرجة ومنتجة.
سؤالي الذي وجته لها حينئذ، خصصناه للمغرب. عن فرص إخراجها وتصويرها لشريط سينمائي في المغرب، أو المشاركة كممثلة في أعمال جديدة تصور عندنا في المغرب. بكل تلقائية، تحدثت بلغة فرنسية جميلة عن المغرب، وعن ذلك الحب الذي تكنه للمغرب.
مساء أمس، أعدت الاستماع لتلك اللحظات التي بثت على أمواج ميدي1، وهي متوفرة على شبكة الانترنيت. مرت أربع سنوات، وحضورها في المغرب صار مؤكدا، لأن هذه الكبيرة جدا بسينماها وبمواقفها الإنسانية، سيخصص لها تكريم بمهرجاننا السينمائي الدولي في مراكش.
الآن إحساس مختلف كليا، لأنها، ستكرم في بلدي، هي التي أبهرتني، مثلما أبهرت الآلاف من أبناء جيلي، بأدوارها من "تاكسي درايڤر" الذي أشركها فيه مارتن سكورسيزي. كانت حينئذ طفلة، وكادت تحصل على أول أوسكار لها، وصولاً إلى فيلم "حياة خاصة" لريبيكا زلوتوفسكي.
هو الفيلم الذي أنتج هذا العام، وأدت فيه دورها بلغتها الفرنسية الأنيقة. فنانة كبيرة، حصلت على أهم الجوائز والاعترافات السينمائية. الأوسكار في مناسبتين اثنتين، والغولدن غلوب والبافتا. في مراكش، ستحظى بالتكريم.
راوية..
جودي فوستر، ثم راوية. تكريم في مراكش للعزيزة فاطمة هراندي، المعروفة باسم راوية. سيدة قدمت الكثير للمسرح في بلدنا السعيد، ورافقت الكبار من ضمنهم أحمد الطيب العلج و الطيب الصديقي. أقنعت على الخشبة، منذ أن كنت مجرد مشروع في ذهن والدي. اشتغلت في كثير من أعمال سينمائية مغربية، وأول لقاء جمعني بها يعود لتصوير فيلم "رجال وآلهة" للفرنسي غزافييه بوفوا، ومنذ ذلك الحين صرت أنتظر أن تمنح لهذه السيدة تلك الأدوار التي تستحق في سينمانا.
استضفتها في ال"إف ب إم" في مارس من العام ألفين وستة عشر، وأهدتني ورودا على المباشر. بعد أشهر، انضمت للجنة تحكيم مهرجان مراكش السينمائي في تلك الدورة، التي ترأسها بيلا تار. تعددت الأدوار فيما بعد، واستضفتها مرة ثانية، وزاد اقتناعي بأنها كبيرة بفنها وبإنسانيتها، ولحظة التكريم في مراكش ستكون متميزة بدون أدنى ارتياب.
غييرمو ديل تورو..
تحدثت عن جودي فوستر وراوية، وعندما وصلت لغييرمو ديل تورو، تذكرت بأني استهلكت الرأسمال الزمني للركن. هو المخرج الذي خصصت له عشرات الأركان، وهو المؤلف والممثل والعاشق للفن التشكيلي و للموسيقى. هو واحد من كبار المخرجين السينمائيين العالميين في الوقت الراهن، وهو الذي كتبت عن شريطه الأخير "فرانكنشتاين" قبل أشهر، بعد عرضه العالمي الأول.
هو الذي أحرز بعمله "شكل الماء" The Shape Of Water، كل التتويجات الممكنة في الأوسكار وفي البافتا وفي البندقية. هو الذي يعرف مهرجان مراكش، وسبق وعرض أن عرض له في افتتاح دورة العام ألفين واثنين وعشرين، فيلم التحريك "پينوكيو".. كبيرٌ مكسيكي، سيكرم عندنا في مراكش. هو باختصار، واحدٌ من أنجح السينمائيين العالميين حالياً.
حسين فهمي..
هناك من ضمن المكرمين من كبرنا بهم مثل جودي فوستر وغييرمو ديل تورو، وهناك من كبرنا معهم. الصنفان معاً في نفس الترتيب تقريبا، وحسين فهمي لا يحتاج لتقديم. هو واحد من أبرز وجوه السينما المصرية والعربية، بمسار يمتد لعقود.
فنان كبير وإنسان كبير، يحب المغرب وأهل المغرب. سيحضر بين ذويه هنا في المغرب، وسينال تكريما مستحقا، وبعد كل هذا الكلام من الضروري أن أختم هذا الركن بجملة واحدة. ليثق بي المتتبع، وأنا العارف بكل دروب المهرجانات العالمية الكبرى.. كل النجوم الكبار في العالم، بدون استثناء، يحلمون بالحضور للمغرب، ويفضون بحبهم للمغرب.
لحظات تكريمهم في مراكش، ينقلون تفاصيلها فيما بعد بكل الحب الممكن أينما حلوا وارتحلوا. هذه هي صورة المغرب العظيم، وطبعا هناك أخبار أخرى تخص الدورة المقبلة من مهرجان مراكش، سأنقلها لكم لاحقا، والسلام.