تغطية مباشرة

المغرب وأيرلندا.. فرص واسعة لشراكة اقتصادية ذات منفعة متبادلة

أخبار
الثلاثاء ١٥ أبريل ٢٠٢٥
19:46
استمع المقال
المغرب وأيرلندا.. فرص واسعة لشراكة اقتصادية ذات منفعة متبادلة
ميدي1نيوز - ومع
استمع المقال

 أكد الرئيس المدير العام لمنطقة سانديفورد للأعمال، جير كوربيت، أحد المراكز المالية الرائدة في أيرلندا، أن هناك فرصا واسعة لشراكة اقتصادية ذات منفعة متبادلة بين المغرب وإيرلندا.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح كوربيت، الذي قام مؤخرا بزيارة للمغرب على رأس وفد يضم رجال أعمال، أن الهدف الرئيسي من هذه الزيارة تمثل في إرساء أسس تعاون طموح بين قطبين اقتصاديين يشهدان نموا متسارعا، هما القطب المالي للدار البيضاء ومنطقة سانديفورد للأعمال، الواقعة جنوب العاصمة الإيرلندية دبلن.

وأشار إلى أن هذه الزيارة كشفت عن وجود تقارب مهم بين الرؤى المغربية والإيرلندية في مجال التنمية الاقتصادية، وهو ما تُوِّج بتوقيع مذكرة تفاهم بين القطب المالي للدار البيضاء ومنطقة سانديفورد للأعمال.

وأشاد، على وجه الخصوص،"بالاستثمار المثير للإعجاب للمغرب في البنيات التحتية والابتكار والتعليم". وقال إنه خلال زيارته للمغرب، لاحظ "رؤية واضحة للعقود المقبلة"، التي تتجاوز طموحاتها بكثير الأحداث الكبرى المقبلة، مثل كأس العالم 2030، مشيرا إلى أن المشاريع الكبرى التي يجري تنفيذها حاليا في المغرب تعتبر محفزات للنمو.

ولم يفت كوربيت التأكيد على التموقع الاستراتيجي للقطب المالي للدار البيضاء كمركز مالي يشق طريقه بثقة على الساحة المالية القارية والعالمية.

وقال إن هذه المؤسسة المالية المغربية ستصبح فاعلا عالميا في المستقبل القريب، مضيفا أن فريق إدارة القطب المالي للدار البيضاء يتمتع بـ"خبرة واسعة" وحس استراتيجي مثبت.

وأوضح أنه رغم أن المؤسستين الماليتين في مراحل مختلفة من التطور، فإن مساراتهما متكاملة حيث يمكن لكل منهما الاستفادة من تجربة الآخر، لاسيما في مجالي التنمية وجذب الاستثمارات.

وعند سؤاله عن القطاعات الأكثر جاهزية لتعاون اقتصادي أوثق بين إيرلندا والمغرب، أشار السيد كوربيت إلى قطاع التكنولوجيا المالية، لاسيما بعد استحواذ الشركة المغربية "HPS" على الشركة الأيرلندية "CR2"، مبرزا أن تكنولوجيا المعلومات والمدن الذكية تعد أيضا من المجالات الواعدة في هذا الإطار.

وفي هذا السياق، أشار إلى أن استخدام التكنولوجيا في مجال التحديث الحضري يمثل أيضا مجالا واعدا للتعاون بين المغرب وإيرلندا، إلى جانب مجالات أخرى مثل التكنولوجيا الفلاحية (AgriTech)، والصناعة، والبناء، والسياحة.

واحتل قطاع التعليم مكانة مركزية في المناقشات، خاصة مع الجامعة الدولية للرباط، التي تُعد شريكا أساسيا في توسيع برنامج إيراسموس للطلاب المغاربة.

كما نوه الرئيس المدير العام لمنطقة ساندي فورد للأعمال، أيضا، بالمستوى العالي للرياضيات الذي نلاحظه في المغرب، والانتشار الواسع للغة الفرنسية والإنجليزية، وهي كلها مؤهلات من شأنها تسهيل الشراكات الأكاديمية والمهنية بين البلدين.

وأضاف أنه إلى جانب السوق المغربية، فإن الوصول المتميز الذي توفره المملكة إلى القارة الإفريقية يجذب أيضا اهتمام المستثمرين.

وأكد كوربيت أنه "بفضل موقعه الاستراتيجي في إفريقيا وتوفره على كفاءات شابة ومؤهلة، في وقت تواجه فيه أوروبا تراجعا ديموغرافيا، فإن "المغرب لديه الكثير ليقدّمه لعالم الأعمال الإيرلندي".

ولتحقيق هذه الغاية، دعا إلى "سرد قصة المغرب لجمهور أوسع"، من خلال دعوة مؤسسات مثل المركز المالي للدار البيضاء والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات لتنظيم جولة ترويجية في أيرلندا لعرض الفرص الملموسة التي توفرها المملكة على الشركات المحلية.

وخلص إلى القول إن هذه البعثة الإيرلندية الأولى إلى المغرب تمحورت حول جملة من الأهداف الواضحة، وهي تعزيز التعاون المؤسساتي بين المركز المالي للدار البيضاء ومنطقة سانديفورد للأعمال، وتشجيع تبادل الممارسات الفضلى في مجال الحكامة، وتعزيز أوجه التآزر بين الشركات والجامعات والمستثمرين والفاعلين العموميين، فضلا عن تعزيز الرؤية الدولية لهاتين المنظومتين للأعمال لدى المواهب والمستثمرين من جميع أنحاء العالم.

وتشكل منطقة سانديفورد للأعمال، التي تضم أكثر من 1000 شركة و26 ألف مهني، أحد المحركات الاقتصادية الرئيسية في إيرلندا، وتعمل في قطاعات التكنولوجيا، والمالية، والابتكار. ومن شأن التقارب بين الهيئتين الماليتين، الذي تم إضفاء الطابع الرسمي عليه من خلال توقيع مذكرة تفاهم، أن يمكن المغرب وإيرلندا من إرساء أسس شراكة مستقبلية تقوم على الابتكار والاستدامة.