تغطية مباشرة

تكريم الراحل حسن واكريم بواشنطن لإسهامه في جلب الثقافة الموسيقية الأمازيغية إلى الولايات المتحدة

ثقافة
الجمعة ١٧ أكتوبر ٢٠٢٥
16:27
استمع المقال
تكريم الراحل حسن واكريم بواشنطن لإسهامه في جلب الثقافة الموسيقية الأمازيغية إلى الولايات المتحدة
ميدي1نيوز - ومع
استمع المقال

نظم معهد الشرق الأوسط وسفارة المغرب بواشنطن، مساء الخميس، أمسية تحتفي بغنى التراث الأمازيغي وبالروابط الثقافية بين المملكة والولايات المتحدة، من خلال عرض الفيلم الوثائقي "ألف وليلة وليلة أمازيغية"، تكريما لروح الفنان الراحل حسن واكريم، الذي يعود إليه الفضل في إدخال الثقافة والموسيقى الأمازيغية إلى أمريكا منذ سبعينيات القرن الماضي.

هذا الفيلم، الذي أخرجه الأستاذ والسينمائي المغربي الأمريكي هشام عيدي، يكرم ذكرى مصمم الرقصات والمدير الفني المغربي حسن واكريم، الذي قاده مصيره ومسيرته الاستثنائية إلى واجهة الساحة الثقافية في نيويورك، حيث جاور نجوما عالميين من مختلف المشارب الفنية والموسيقية.

قام واكريم، آنذاك، بتقديم عروض فنية في مختلف أنحاء أمريكا، وربطته علاقات صداقة مع عمالقة موسيقى الجاز، من طينة أورنيت كوليمان وراندي ويستون، ليصبح أحد رواد الرقص والموسيقى الأمازيغية في أمريكا الشمالية.

وفي كلمة بهذه المناسبة، قال سفير المغرب بواشنطن، يوسف العمراني، إن "حسن واكريم يجسد صورة المغرب المبدع والجريء والكوني، وقد استطاع من خلال أعماله الفنية أن يربط بين عالمين، ليغدو حلقة وصل بين وطنه الأم، المغرب، والولايات المتحدة الأمريكية".

كما حرص السفير على التنويه بما يحمله هذا الشريط الوثائقي من حس عاطفي مرهف وعمق إنساني، إذ يعكس "مغربا متعددا، وفيا لهويته ومنفتحا على العالم"، مبرزا أن عروض حسن واكريم كانت تعبر عن "مغرب نابض بالحركة يلتقي بأمريكا عبر الموسيقى".

وقد استطاع واكريم، بفضل شراكته طويلة الأمد مع إيلين ستيوارت، مؤسسة المسرح التجريبي النيويوركي الشهير "لا ماما"، ورائدة مسرح "أوف أوف-برودواي"، دمج الرقصات التقليدية من منطقته الأصل، مثل أحواش والكدرة، مع الأسلوب الطلائعي لفرقة السيدة ستيوارت.

ويعيد الفيلم الوثائقي "ألف وليلة وليلة أمازيغية"، من خلال أرشيفات نادرة ومقابلات تنبض بالشاعرية، رسم معالم مساهمة الفنانين المغاربة في الحركات الثقافية الكبرى للقرن العشرين، مستكشفا في الآن ذاته الجسور الثقافية عبر الأطلسي التي تربط المغرب بأمريكا.

من جانبه، أوضح المخرج هشام عيدي أن الفيلم يروي ثلاث قصص، وهي قصة أوائل الفنانين المغاربة في الولايات المتحدة، والعلاقات التي جمعت حسن واكريم بمجتمع الجاز الأفرو-أمريكي في طنجة، وتجربته المتفردة كفنان مسلم في أمريكا.

كما أبرز أهمية الاحتفاء بمسيرة وإسهامات فنانين مغاربة آخرين كانوا من الرواد في الولايات المتحدة، والذين تركوا، على غرار حسن واكريم، بصماتهم في المشهد الثقافي والفني الأمريكي.

من جهتها، أكدت كايت سيلي، نائبة رئيس معهد الشرق الأوسط المكلفة بالشؤون الثقافية والفنية، على أهمية مثل هذه المبادرات التي تحيي الذاكرة المشتركة وتحتفي بغنى الحوار بين الثقافات.

ونوهت، في هذا السياق، بعمق التراث المغربي وبالبعد الكوني لتعبيراته الفنية، مجددة تأكيد التزام مؤسستها بالنهوض بالحوار القائم على المعرفة والاحترام المتبادل والفهم المشترك.