
انقطعت الكهرباء على نطاق واسع في إسبانيا والبرتغال الاثنين، ما أدى إلى تعطل شبكات الهاتف المحمول والإنترنت وتوقف القطارات، قبل أن يعود التيار إلى بعض المناطق بعد ساعات.
وتبذل الحكومة الإسبانية جهودا حثيثة لتحديد مصدر الانقطاع الكبير للتيار الكهربائي.
في مدريد وغيرها من المدن، سارع السكان لسحب الأموال من البنوك، وامتلأت الشوارع بالحشود التي حاولت عبثا الحصول على إشارة على الهواتف المحمولة. وعلق آخرون في المصاعد أو داخل المرائب.
وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي محطات المترو غارقة في الظلام، مع توقف القطارات، وأشخاصا في مكاتب وممرات يستخدمون أضواء هواتفهم للرؤية.
وتعطلت إشارات المرور، الأمر الذي أجبر المركبات على التباطؤ لتجنب الاصطدامات، ودفع الشرطة إلى تكثيف توجيه حركة المرور عند التقاطعات.
وقالت شركة تشغيل السكك الحديد الإسبانية "أديف" إن انقطاع التيار الكهربائي أدى إلى توقف القطارات في أنحاء البلاد.
وعقد رئيس الوزراء بيديو سانشيز اجتماعا حكوميا طارئا لبحث الانقطاع المفاجئ، وفق ما أفاد مكتبه عبر تطبيق تلغرام.
وأمل سانشيز على الاثر بعودة "سريعة" للتيار في ضوء "إعادة تشغيل المحطات العاملة بالغاز والمياه في كل انحاء البلاد".
من جهتها، قالت المفوضية الأوروبية إنها على اتصال بإسبانيا والبرتغال بشأن الوضع، في حين قال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا عبر منصة إكس إنه "لا توجد مؤشرات الى أي هجوم سيبراني".
قال مدير العمليات في شركة الكهرباء الإسابية إدواردو برييتو "لا نستطيع التكهن في الوقت الراهن بأسباب" الانقطاع، لكن العمل جار لتحديد مصدره.
وأضاف أن أعمال الصيانة جارية، لكن إعادة التيار ستستغرق ما بين ست وعشر ساعات "إذا سارت الأمور على ما يرام".
وأعلنت شركة الكهرباء وقت لاحق الاثنين إن التيار عاد في أجزاء من شمال وجنوب وغرب إسبانيا.
في البرتغال المجاورة، قالت شركة الكهرباء إن شبه الجزيرة الإيبيرية بأكملها تأثرت بانقطاع الكهرباء، وهي منطقة تشمل 48 مليون نسمة في إسبانيا و10,5 ملايين نسمة في البرتغال، مضيفة أنه "من المستحيل التكهن بموعد عودة الوضع إلى طبيعته".
وقالت منظمة مراقبة النقل الجوي الأوروبية (يوروكونترول) إن انقطاع التيار الكهربائي تسبب في تعطل الرحلات الجوية من وإلى مدريد وبرشلونة ولشبونة، مضيفة أنه من السابق لأوانه تحديد عدد الرحلات المتأثرة.
انقطعت الكهرباء أيضا لفترة وجيزة في جنوب غرب فرنسا، حسبما أعلنت شركة تشغيل الكهرباء المحلية مؤكدة عودة التيار مذاك.
وقالت الشركة إن "حادثا كهربائيا يؤثر حاليا على إسبانيا والبرتغال، ولا يزال السبب غير محدد".
كما سادت الفوضى حركة النقل في برشلونة، ثاني أكبر مدينة في إسبانيا من ناحية عدد السكان، حيث تدفق السكان المحليون والسياح على حد سواء إلى الشوارع في محاولة لمعرفة ما حدث.
وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي محطات مترو في مدريد غارقة في الظلام، مع توقف القطارات، وأشخاصا في مكاتب وممرات يستخدمون أضواء هواتفهم للرؤية.
إلى ذلك، أفاد موقع "نتبلوكس" لرصد نشاط الإنترنت وكالة فرانس برس بأن انقطاع الإنترنت تسبب في "تعطل جزء كبير من البنية التحتية الرقمية للبلاد"، لافتا الى أن اتصالات الإنترنت انخفضت إلى 17% فقط من الاستخدام العادي.
ونشرت صحيفة "إل باييس" الإسبانية صورا على موقعها الإلكتروني لقطارات المترو المتوقفة في مدريد، وللشرطة وهي تنظم حركة المرور، ولصحافييها وهم يعملون في مكتب مظلم على أضواء كاشفة.
وأشارت أيضا إلى أن الأقسام الأساسية في المستشفيات تمكنت من الاستمرار في العمل بفضل المولدات الاحتياطية، في حين ظلت بعض الوحدات الأخرى بدون كهرباء.
في الأعوام الأخيرة، شهدت دول أخرى حول العالم انقطاعات كبيرة في التيار الكهربائي.
وشهدت تونس انقطاعا كبيرا للكهرباء في سبتمبر 2023، وسريلانكا في غشت 2020، والأرجنتين وأوروغواي في يونيو 2019.
في أوروبا، انقطعت الكهرباء في نونبر 2006 عن عشرة ملايين شخص لمدة ساعة في فرنسا وألمانيا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا وإسبانيا. وتسبب في ذلك عطل في شبكة الكهرباء الألمانية.