زلزال المغرب .. دمعة وابتسامة

أخبار
الإثنين ٢٥ دجنبر ٢٠٢٣
13:02
استمع المقال
زلزال المغرب .. دمعة وابتسامة
إسماعيل البقالي
استمع المقال

في الربع الأخير من عام 2023 كان المغرب على موعد مع حدث استثنائي لن يمح من الأذهان مهما طال الزمان، الثامن من شهر شتنبر كان موعدا لزلزال مدمر ضرب عمق البلاد وأفزع العباد.

سجلت الهزة الأرضية على الساعة الحادية عشرة و11 دقيقة ليلا، حيث تاه المغاربة بين الإشاعة والحقيقة، قبل أن تعلن وزارة الداخلية في خطاب رسمي نكبة سنة مختلفة بكل المقاييس.

نقطة التحول

كان زلزال الحوز أو بالأحرى زلزال المغرب الذي ضرب وطنا موحدا وشعبا متراصا متضامنا في الشدة قبل الرخاء، نقطة التحول في عام 2023، كيف لا وهو من شد أنظار العالم بأسره وأعطى دروسا وعبر في كيفية التعامل مع أكثر الأزمات قسوة وشدة.

الخسائر البشرية والمادية كانت فادحة بكل المقاييس، 2946 شخصا قضوا نحبهم في هذه الفاجعة التي أتت على 6 أقاليم مغربية مخلفة وراءها انهيارات بلغ مجموعها 59647 وفق ما صرحت به المصادر الرسمية.

لكن .. سرعان ما اندثر هول الكارثة بعد أن طفت على السطح ردود أفعال جد إيجابية ومبادرات استثنائية بكل المقاييس، قادها ملك همام يضع شؤون أمته فوق كل اعتبار، وسار على نهجه شعب أظهر للعالم المعنى الحقيقي للتضامن والتآزر والمواطنة الحقة.

فالفيديوهات والصور المنتشرة آنذاك للمساعدات الإنسانية والتبرعات على اختلاف أشكالها والدعم المادي والمعنوي للأسر المنكوبة جراء الزلزال، أعطت العالم بأسره درسا في الخروج من أكثر الأزمات والمصائب شدة.

انتصار القيم المغربية

إن انتصار القيم المغربية في عز أزمة الزلزال كان له وقع كبير ومساهمة أساسية ومحورية في تضميد جراح الوطن، وهذا ما أكده جلالة الملك محمد السادس في خطاب رسمي بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة بالبرلمان، حيث قال إن الفاجعة "أظهرت انتصار القيم المغربية الأصيلة التي مكنت بلادنا من تجاوز المحن والأزمات والتي تجعلنا دائما أكثر قوة وعزما على مواصلة مسارنا بكل ثقة وتفاؤل .. تلك هي الروح والقيم النبيلة التي تسري في عروقنا جميعا والتي نعتبرها الركيزة الأساسية لوحدة وتماسك المجتمع المغربي".

الابتسامات تعلو الوجوه من جديد

انتصرت القيم المغربية وضمد الوطن جراحه، جفت الدموع وعلت الابتسامات الوجوه، وسمع صدى صوت نابع من عمق جبال الأطلس يردد "اشتدي أزمة تنفرجي".