شهادات قوية .. مأساة تجنيد الأطفال بتندوف على طاولة الأمم المتحدة

أخبار
الإثنين ١٠ أكتوبر ٢٠٢٢
16:21
استمع المقال
شهادات قوية .. مأساة تجنيد الأطفال بتندوف على طاولة الأمم المتحدة
مريم أعراب (صحافية متدربة)
استمع المقال

أدان ممثلو عدد من المنظمات غير الحكومية، تجنيد الأطفال في مخيمات تندوف، في جنوب غرب الجزائر. كما سلطوا الضوء أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة على التغييرات العميقة والنهضة التنموية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية للمغرب.

وبهذه المناسبة، أثارت هذه المنظمات غير الحكومية انتباه لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل، للوضعية المأساوية للأطفال في مخيمات تندوف، كما قدمت التماسا للتدخل الفوري من أجل منع تجنيد الأطفال، معبرة عن تأييدها للحكم الذاتي باعتباره أفضل حل ممكن، ولمنح الأطفال والعائلات المحتجزة حياة كريمة تحميهم من كل الانتهاكات.

وقدمت أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، شهادة لأحد ضحايا التعذيب في سجون البوليساريو بمخيمات تندوف بجنوب غرب الجزائر، وهي لـ "امربيه أحمد محمود" الذي كان من بين المحتجزين في مخيمات تندوف، وتم تجنيده إجباريا في سن 15.

ووصلت قضية "امربيه أحمد محمود" إلى لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بجنيف منذ 4 أشهر، التي وجهت بعدها انتقادات لاذعة للجزائر، لاختطافه وتعذيبه لهذا الشخص انتقاما منه على خلفية أنشطته التي كانت تندد بانتهاكات حقوق الإنسان بمخيمات تندوف.

في السياق نفسه قال "امربيه أحمد محمود" إنه تعرض خلال فترة سجنه لأبشع أنواع التعذيب، حيث تدرب عسكريا على الأراضي الجزائرية في سن 15 مع أقرانه وأطفال أصغر منه سنا، مضيفا أنه سعيد بعودته لوطنه المغرب، وأنه مستمر في الدفاع عن قضية بلده الأولى وهي الوحدة الترابية للمملكة.

كما قال "امربيه أحمد محمود" إنه بعد عودته لوطنه الأم المغرب، فوجئ بالبنى التحتية لمدينة العيون، وكذا التنمية التي عرفتها المناطق الجنوبية للمغرب من مشاريع الكبرى.

فيما قالت الفاعلة الجمعوية الأمريكية جونيتا كولينز، أمام اللجنة الرابعة الأممية، إن جبهة البوليساريو تستمر في انتهاك حقوق الأطفال وتحرمهم من التعليم، كما تواصل تجنيدهم في معسكراتها، ما يعتبر جريمة يجب التعاطي معها بحزم، وأضافت أن هذه الجريمة المنظمة يقع ضحيتها هؤلاء الأطفال الذين يتم تدريبهم وتجنيدهم في سن مبكرة.

وأضافت جونيتا أن البوليساريو خلقت بيئة معزولة في المخيمات، كما شددت أنها لن تبقى صامتة إزاء هذه الظاهرة، كما أكدت أنه يجب فضح هذه الجريمة وكشف جوانبها أمام المنتظم الدولي وكذا السعي لإيقافها، حيث ما تزال عصابة البوليساريو تستمر في ارتكاب الجرائم في حق أطفال مخيمات تندوف، من خلال انتهاك حقوقهم، والاستمرار في تجنيدهم في صفوف المليشيات، وزرع الحقد والكراهية في نفوسهم.

وفي السياق ذاته، تطرقت الفاعلة الحقوقية الأمريكية إليزابث ديل، إلى حرمان عصابة البوليساريو الأطفال المحتجزين في المخيمات من حقهم في التعليم، وقالت إنَّ أطفال المخيمات يعانون نقصا كبيرا في التعليم، ويفتقرون إلى الموارد الأساسية وآليات تأطير فاعلة تفتح لهم آفاقا مستقبلية للشغل.
 
وأكدت الناشطة الأمريكية أن مخطط الحكم الذاتي يمثل بارقة أمل لهؤلاء المحتجزين ليعودوا إلى وطنهم وينعموا بتعليم يضمن لهم كرامة في أجواء يسودها الأمن والاستقرار.

وفي الاتجاه ذاته، أبرزت نانسي هاف الناشطة الأمريكية عن المنظمة الدولية لتعليم الأطفال بواشنطن، أنها كانت تتردد إلى مخيمات تندوف منذ عام 1999، إلى أن اكتشفت في عام 2007 أن عصابات البوليساريو تقوم بسرقة المساعدات الإنسانية التي كان يتم جمعها لفائدة سكان المخيمات، وأن تلك المساعدات لم تصل يوما إلى من يحتاجون إليها، مضيفة أنها منذ أن اكتشفت ذلك وهي تساهم في مسارات لحل هذا النزاع المفتعل من خلال دعم لمخطط الحكم الذاتي باعتباره أفضل مخطط للحل.

وفي سياق متصل، أشار حقوقيون أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة إلى المشاركة الواسعة للشباب في الحياة السياسة في الأقاليم الجنوبية للمغرب، وأكدوا أن المخطط الذاتي يحظى بدعم دولي متواصل ما يجعله الطريق الوحيد للتوصل إلى حل لتسوية النزاع.
 
كما أكدت ليلى داهي وهي نائبة برلمانية بجهة العيون الساقية الحمراء ورئيسة لتجمع الشباب الإفريقي أنها تقدمت بملتمس أمام رئاسة اللجنة الرابعة، لإدماج الشباب في الأقاليم الجنوبية في صنع القرار السياسي.
 
كما قال محمد دبدا رئيس مكتب منظمة الروتاري الدولية، أنه فخور بحضوره في أكبر هيئة دولية للدفاع عن الوحدة الترابية مع مجموعة من الأطر والكفاءات الوطنية.
 
وأضاف أن أبرز نتائج هذا العمل للمملكة المغربية هو اعتراف وإقرار مجموعة من الدول الوازنة كالولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا ودول أخرى بالوحدة الترابية للمملكة الوطنية المغربية.