قصص تقشعر لها الأبدان .. شهادات تفضح "البوليساريو" والجزائر أمام العالم

أخبار
السبت ٠١ أكتوبر ٢٠٢٢
00:24
استمع المقال
قصص تقشعر لها الأبدان .. شهادات تفضح "البوليساريو" والجزائر أمام العالم
مريم أعراب (صحافية متدربة)
استمع المقال

مجلس حقوق الإنسان بجنيف، ككل سنة، يستقبل نشطاء وحقوقيين من الصحراء المغربية، لإعطائهم الفرصة لفضح الأوضاع التي يعيشها اللاجؤون في مخيمات تندوف، من عزلة وتعذيب وانتهاكات. الأمر الذي يضع على عاتق المجلس الدولي مسؤولية كشف المعاناة التي يعيشها المحتجزون في المخيمات التي تتواجد على الأراضي الجزائرية.

وقد انهالت انتقادات عدة ضد ما تقوم به جبهة "البوليساريو"، من قبل العديد من الدول والهيئات الأممية والمنظمات غير الحكومية وكذا المجتمع المدني خلال الدورة الـ 51 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وذلك بهدف إيجاد حل لتعزيز حقوق الإنسان في مخيمات تندوف، ولكي يتعاطى مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان بصرامة مع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، التي تقترفها مليشيات البوليساريو منذ سنوات بشكل ممنهج في مخيمات تندوف.

وخلال الاجتماع تصاعدت العديد من أصوات ضحايا الخطف والسجن والاعتقال التعسفي والتعذيب، خلال مداخلات لهم، لعل أبرزها كلمة أحمد محمد الخر أحد مؤسسي البوليساريو، ورئيس الائتلاف الصّحراوي للدّفاع عن حقوق ضحايا سجن الرّشيد، وهو أحد أقدم ضحايا التعذيب في سجون البوليساريو، حيث أكد فيها أن مخيمات تندوف التي تديرها الميليشيات، التي يوفر لها نظام العسكر بالجزائر السلاح والمال والأرض، هي الآن معسكرات لاحتجاز آلاف الأشخاص في صحراء قاحلة.

كما أكد محمد الخر أن البوليساريو تمارس في مخيمات تندوف أبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي على النساء والأطفال والكهول لفرض الانضباط، وإجبار الصغار على التجنيد. وأضاف أنه قضى 14 سنة من الاعتقال التعسفي، منها 10 سنوات في السجن الانفرادي.

وأكد رئيس الائتلاف الصّحراوي للدّفاع عن حقوق ضحايا سجن الرّشيد، أنه ليس الوحيد بل هناك العديد من الصحراويين الذين ذاقوا التعذيب ومرارة السجن ظلما، منهم؛ الحسين الثوري الذي أعدم رميا بالرصاص، والسالك علي الذي عذب حتى الموت، وبوني ولد العالم الذي "سقطت جثته التي كانت معلقة وبقيت ذراعيه معلقة في السماء" في مشهد غير إنساني تقشعر له الأبدان، إضافة إلى حمدي عيسى المحمد يحظى الذي تم تعذيبه ووضعت جثته في قبر إسمنتي.
 
آلة التقتيل لا تتوقف هنا، حيث يسرد محمد الخر أن البوليساريو عذبت عائلة بأكملها، حيث تم تعذيب الأب حتى الموت، وتم إخفاء الأطفال، لتصاب الأم بنوبة هستيرية، ليتدخل بعدها الجلادون لإسكاتها رميا بالرصاص.
 
وفي كلمته أيضا قال أحمد محمد الخر وهو أحد مؤسسي البوليساريو، إن اختفاء القيادي السابق في جبهة البوليساريو الخليل أحمد بالجزائر منذ 11 سنة دليل قاطع على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من طرف البوليساريو فوق التراب الجزائري، بمباركة من جنرالات الجزائر، داعيا الأمم المتحدة إلى الوقوف على هذه الانتهاكات التي تعد الجزائر المسؤول الأول عن هذه الخروقات.
 
كما أدلى سجناء سابقون في سجون تندوف بمداخلات لهم، منهم الفاضل بريكة، المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان والمعتقل السابق في سجون "البوليساريو"، الذي أكد أمام أنظار العالم أنه عانى من الاختطاف والاحتجاز وأبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي في السجون السرية لميلشيات البوليساريو التي تتواجد فوق التراب الجزائري، كما أضاف أن القوات الجزائرية وميليشيات البوليساريو تقوم باللجوء إلى أبشع الطرق لمعاقبة أي صوت يعارضهم أو يفضح انتهاكاتهم الجسيمة فضلا عن سرقة المساعدات الإنسانية، كما أكد أن آخر الانتهاكات التي قامت بها الجبهة الانفصالية هو حرق الشابين الصحراويين موحا ولد حمدي ولد سويلم، وعاليين الإدريسي.
 
فيما استنكر محمود زيدان الناشط الحقوقي الصحراوي استغلال محنة المواطنين المضطهدين في مخيمات تندوف لغرض وحيد هو خدمة الجزائر.
 
عائشة الدويهي رئيسة المرصد الدولي للسلم والديمقراطية وحقوق الإنسان، استنكرت في كلمتها سياسة الإفلات من العقاب، وأكدت على وجوب محاسبة جلادي البوليساريو، وتعويض الضحايا مع كشف حقيقة ما يحدث في مخيمات الاحتجاز.
 
كما أكدت الناشطة الصحراوية أن البوليساريو تقوم بتنفيذ سياسة التحريض على العنف وإشاعة الفوضى والقتل، بالإضافة إلى الارتباط الخطير بين قيادات ميليشيات البوليساريو والجماعات المسلحة في منطقة الساحل والصحراء.

فيما أكدت الناشطتان الحقوقيتان؛ إليسا بافون، وبينفينيدا كامبيو، أنه بناء على اطلاعهما على ما يحدث في مخيمات تندوف، فإنهما يصفان معسكرات تندوف بـ"أكبر سجن مفتوح في الهواء الطلق في المنطقة". وأضافتا أن العالم يعرف ما تقوم به البوليساريو بموافقة من الجزائر وتحت حمايتها.

وفي كلمة ألقاها باسم 35 دولة تدعم السيادة الكاملة للمغرب على صحرائه، قال ممثل الإمارات بمجلس حقوق الإنسان بجنيف، إن قضية الصحراء المغربية هي قضية سياسية، وإن مجلس الأمن الدولي هو من سيقوم بحلها حصرا.

فيما استنكر السفير عمر هلال، الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة في نيويورك، باللجنة ال24، مناورة الجزائر البئيسة التي تحاول عبثا، من خلال مهاجمة الأمم المتحدة، التنصل من مسؤوليتها المباشرة في الانسداد الحالي لمسلسل الموائد المستديرة.
 
وذكر عمر هلال مظاهر هذه العرقلة الجزائرية، لاسيما تلك التي لا تقبل الجدل والمتمثلة في الرسالة الموجهة إلى مجلس الأمن في أكتوبر 2021، والتي رفضت فيها الجزائر بشدة أي إشارة إلى أي التزام من جهتها بالمشاركة في اجتماعات الموائد المستديرة.