أنبوب الغاز المغرب - نيجيريا .. مشروع سيغير وجه المنطقة

أخبار
الثلاثاء ٢٧ شتنبر ٢٠٢٢
11:48
استمع المقال
أنبوب الغاز المغرب - نيجيريا .. مشروع سيغير وجه المنطقة
مريم عراب (صحافية متدربة)
استمع المقال
شريان الطاقة .. سيستفيد منه 400 مليون شخص .. سيوفر الغاز لإفريقيا وأوروبا
 
مشروع أنبوب الغاز المغرب - نيجيريا هو ثمرة لرؤية الملك محمد السادس والرئيس النيجيري محمدو بوهاري. وسيكون أحد أطول خطوط أنابيب الغاز التي سيتم بناؤها على الإطلاق. وسينقل الغاز عبر المغرب إلى أوروبا، انطلاقا من نيجيريا التي تتوفر على أكبر احتياطيات غاز مؤكدة في إفريقيا بحوالي 200 مليار قدم مكعب معظمها غير مستغل.
 
أطلق المشروع الواعد خلال الزيارة الرسمية للملك محمد السادس للعاصمة النيجيرية أبوجا في دجنبر 2016. وبدأت دراسة جدواه في ماي 2017. فيما تم التوقيع على اتفاقية المشروع في 10 يونيو 2018، خلال زيارة الرئيس النيجيري محمد بوهاري إلى الرباط.
 
يجذب المشروع حاليا أنظار العالم، نظرا للأزمة الطاقية التي تشهدها الدول الأوروبية في أعقاب الحرب بين أوكرانيا وروسيا، وسيوفر هذا المشروع تنوعا في مصادر الطاقة الأوروبية.

تنفيذ المشروع بشراكة مع "سيدياو"

في 15 من شتنبر الجاري، وقعت بالرباط مذكرة تفاهم تتعلق بأنبوب الغاز نيجيريا المغرب، بين المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "سيدياو" ونيجيريا والمغرب.
هذه الاتفاقية تأتي لتؤكد التزام المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا وكافة الدول التي سيعبرها أنبوب الغاز بالمساهمة في تجسيد هذا المشروع المهم، لاستكمال المراحل الموالية والتفاعل مع مختلف الدول، وكذلك توفير الدعم من أجل الوصول إلى القرار الاستثماري النهائي.

أصداء إيجابية في إفريقيا

لقي مشروع أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا أصداء إيجابية في عدد من الدول الإفريقية، لما لهذا المشروع من فوائد اقتصادية ستغير وجه المنطقة نحو الأفضل.

موقع " أفريكا تريبيون" قال إن هذا المشروع يأتي لتوسيع البنية التحتية للطاقة في القارة الإفريقية، مشيرا إلى أنه سيكون أحد أطول خطوط أنابيب الغاز في العالم. واعتبر الموقع أن توقيع مذكرة التفاهم في الرباط بين المغرب ونيجيريا ومجموعة "سيدياو" سيسمح بإحراز تقدم نحو تحقيق هذا المشروع الممول من الرباط وأبوجا.

 
أما موقع "وكالة أخبار إفريقيا" الجنوب إفريقي، وفي تقرير أعده مراسله من مدينة لاغوس بنيجيريا، فقال إن هذا المشروع سيعبر عددا من الدول الواقعة في غرب إفريقيا وصولا إلى المغرب، على أن ينقل لاحقا من المغرب إلى إسبانيا. ونقل الموقع عن وزير النفط النيجيري قوله إن المشروع ما يزال في مرحلة التصميم الهندسي الأولي، وإنه سيتم تحديد التكلفة لاحقا.
 
موقع "أفريك آنفو" قال إن خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب سيحدث ثورة في إنتاج الطاقة في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، مشيرا إلى أن المشروع بدأ في التبلور. وذكر الموقع أن هذا المشروع سيتم تنفيذه على مدار 25 عاما. وأكد أن هذا المشروع هو البديل الأكثر منطقية لحل أزمة الغاز التي تلوح في الأفق في السنوات القادمة للدول الأفريقية والأوروبية، كما سيعطي خط أنابيب الغاز لأفريقيا بُعدًا اقتصاديًا وسياسيًا واستراتيجيًا جديدًا.

موقع "فيف أفريك" السنغالي، قال إن خط أنابيب الغاز المغرب نيجيريا يحظى باهتمام متزايد منذ بدء الحرب في أوكرانيا، فاحتياطيات الغاز في إفريقيا تسيل لعاب الاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص الذي يبحث عن بدائل لإمدادات الغاز من روسيا.
الموقع السنغالي قال إن ما وصفه بـ “المشروع الضخم" المتمثل في أنبوب نقل الغاز سيمتد على طول 3 آلاف كيلومتر على الساحل الأطلسي.

فيما وصف موقع "أفريكا 24" مشروع أنبوب الغاز بـ “الضخم"، مؤكدا أن الفكرة أنجزت على أرض الواقع، مشيرا إلى أنه تم الانتقال "من الأقوال إلى الأفعال" بتوقيع مذكرة التفاهم بالأحرف الأولى بالرباط في 15 سبتمبر 2022 بين المغرب ونيجيريا ومجموعة دول غرب إفريقيا.

اعتبر موقع "24هوبنين أنفو" أن مشروع خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب يسير على الطريق الصحيح. وأضاف أنه سيفتح الطريق نحو تطوير التكامل الإقليمي في غرب إفريقيا بالإضافة إلى تسريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمواطني المنطقة.

 
ووصف الموقع التشادي "الوحدة أنفو" المشروع بـ"العملاق"، مؤكدا أنه مشروع خططه الأفارقة للأفارقة.
كما أكد الموقع أن هذا المشروع يجسد دبلوماسية ناجحة، وخطابا فعالا للملك محمد السادس. كما يجسد المشروع، حسب المصدر الإعلامي ذاته، رؤية ملكية ثاقبة، وأن إفريقيا تتحكم في مصيرها، واثقة في مستقبلها.
 

المشروع في تقدم

وعن تقدم تنفيذ المشروع، قالت المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، أمينة بنخضرة، إن الدراسات الهندسية تتقدم في ظروف جيدة للغاية. فيما قال المفوض المسؤول عن البنية التحتية والطاقة والرقمنة في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، سيديكو دوكا، إن دراسات الإنجاز المفصلة انطلقت منذ ماي 2021، وستمكن من إعداد جميع الملفات وكافة الجوانب التقنية والإدارية والمالية والقانونية والتجارية، وصولا إلى قرار الاستثمار النهائي.

في المقابل، يتم حاليا تسويق المشروع من أجل جذب المستثمرين العموميين والخواص، سواء تعلق الأمر بالبنوك متعددة الأطراف أو التجارية، وهو ما يعني تدخل عدة أطراف من أجل توفير التمويل.
وحسب وكالة بلومبرغ الأمريكية فإن "البنك الإسلامي للتنمية" وصندوق "أوبك للتنمية الدولية" يلتزمان بحوالي 60 مليون دولار لتمويل دراسات الجدوى وأعمال الهندسة لهذا المشروع.
وكان الرئيس النيجيري محمد بوهاري قد دعا في مقابلة مع وكالة بلومبورغ الأمريكية، في 22 من يونيو 2022، بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي للاستثمار في مشروع خط أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب، معربا عن أمله في أن يساعد المشروع حال اكتماله في حل أزمة إمدادات الغاز في أوروبا.
 
أنبوب من 6 آلاف كيلومتر
سيتيح المشروع الاستراتيجي لأنبوب الغاز نيجيريا - المغرب طريقا جديدة للتصدير نحو أوروبا. سيمتد على طول ساحل غرب إفريقيا انطلاقا من نيجيريا مرورا عبر البنين والطوغو وغانا والكوت ديفوار وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا وصولا إلى المغرب.
وسيتم ربطه بأنبوب الغاز المغاربي الأوروبي وشبكة الغاز الأوروبية.
وحسب المفوض المسؤول عن البنية التحتية والطاقة والرقمنة في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، سيديكو دوكا، فإن المشروع سيمتد على 6000 كيلومتر.
 
نقل 5 آلاف مليار متر مكعب من الغاز
وأكدت أمينة بنخضرة، المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، أن هذا المشروع سيمكن من نقل أزيد من 5000 مليار متر مكعب من الاحتياطيات المؤكدة للغاز الطبيعي، مما سيعطي دينامية لإنتاج الكهرباء ويحل مشاكل الولوج إلى الطاقة في معظم الدول التي سيعبر منها، حيث سيضمن تزويد منطقة غرب إفريقيا بالطاقة الكهربائية، وعلى المدى البعيد تصدير الغاز الطبيعي على شكل وقود إلى أوروبا.
 

فوائد المشروع

سيتيح هذا المشروع بمجرد استكماله الغاز لجميع دول غرب إفريقيا، وستكون لهذا المشروع آثار اقتصادية كبيرة على المنطقة، من خلال استغلال طاقة نظيفة تحترم الالتزامات الجديدة للقارة ذات الصلة بحماية البيئة، حيث سيتم توفير الكهرباء في أحسن الظروف، فضلا عن تخفيف حدة التصحر بفضل تزويد مستدام وناجع بالغاز.
وفضلا عن ذلك، سيعطي المشروع بعدا اقتصاديا وسياسيا واستراتيجيا جديدا للقارة الإفريقية، حيث سيساهم هذا المشروع في تسريع تنمية المنطقة، وضمان الاندماج الإقليمي لاقتصاديات البلدان المعنية والمساهمة في التنمية الصناعية والمعدنية.

تحقيق الانتقال الطاقي

الرئيس المدير العام لشركة البترول الوطنية النيجيرية المحدودة، مالام ميلي كولو كياري، أكد أن مشروع أنبوب الغاز نيجيريا - المغرب سيمكن من تحقيق الانتقال الطاقي لإفريقيا، مشيرا إلى أن المشروع سيمكن من إنتاج الكهرباء والمواد الكيماوية المستخلصة من الغاز، من أجل انتقال قاري في أفق سنة 2050 أو 2060.

   400 مليون مستفيد
وحسب المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، فإن أنبوب الغاز نيجيريا - المغرب، يعد مشروعا استراتيجيا للغاية، حيث سيستفيد منه حوالي 400 مليون شخص في المنطقة، وسيحسن الرفاه الاقتصادي والاجتماعي لساكنتها.