العلاقات المغربية التونسية .. منعطف جديد ومواقف "غير مسبوقة"

أخبار
الثلاثاء ٣٠ غشت ٢٠٢٢
10:25
استمع المقال
العلاقات المغربية التونسية .. منعطف جديد ومواقف "غير مسبوقة"
عبد الحكيم الفناسي
استمع المقال

اخترنا لك

قمة "تيكاد-8" .. دول إفريقية تأسف بشدة لغياب المغرب "الفاعل الرئيسي في القارة"

تدخل العلاقات المغربية التونسية منعطفا جديدا بعد الخطوة "غير المبررة" و"غير المسبوقة" التي أقدم عليها الرئيس التونسي، قيس سعيد، باستقباله زعيم الميليشيا الانفصالية "بوليساريو"، ضمن فعاليات قمة "تيكاد".

 
وقد لاقى هذا الموقف التونسي استنكارا واسعا من اليابان، الشريك الرئيسي في منتدى التعاون الياباني الإفريقي، إلى جانب عدد من الدول الإفريقية والهيئات والمؤسسات الوطنية والتونسية، التي اعتبرت ما أقدم عليه سعيد "عملا استفزازيا غير مقبول" وأنه يتعارض مع السياسة التقليدية التونسية وقرارات الاتحاد الإفريقي وما اتفق عليه مع اليابان. 
 
"تيكاد" ليس اجتماعا للاتحاد الإفريقي، بل هو إطار للشراكة بين اليابان والدول الإفريقية التي تقيم معها علاقات دبلوماسية
إجراء خطير ومغالطات تونسية

 

تعبيرا عن استنكاره للمواقف السلبية المتكررة لتونس، قرر المغرب عدم المشاركة في مؤتمر طوكيو للتنمية في إفريقيا، و استدعاء سفيره في تونس للتشاور. 
 
وقالت وزارة الخارجية المغربية في بلاغ لها، مساء الجمعة 26 غشت، إن تونس قررت بشكل انفرادي ضدا على رأي اليابان دعوة رئيس الميليشيات الانفصالية إلى قمة "تيكاد"، مؤكدة أن الاستقبال الذي خص به الرئيس التونسي رئيس الميليشيات الانفصالية إجراء خطير وغير مسبوق ويؤذي مشاعر المغاربة وقواه الحية.

ولتبرير تصرفها "العدائي" و"غير الودي" تجاه قضية الصحراء المغربية، عمدت وزارة الخارجية التونسية إلى إصدار بيان "ينطوي على العديد من التأويلات والمغالطات، بحسب ما أكد الناطق باسم الخارجية المغربية. 
 
وأوضح نفس المصدر بأن "البيان لم يُزل الغموض الذي يكتنف الموقف التونسي، بل ساهم في تعميقه"، مضيفا أن منتدى "تيكاد" ليس اجتماعا للاتحاد الإفريقي، بل هو إطار للشراكة بين اليابان والدول الإفريقية التي تقيم معها علاقات دبلوماسية.

وأبرز المصدر أن المنتدى يندرج ضمن الشراكات الإفريقية، على غرار الشراكات مع الصين والهند وروسيا وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية، وهي شراكات مفتوحة فقط في وجه الدول الإفريقية التي يعترف بها الشريك. وبناء عليه، فإن قواعد الاتحاد الإفريقي وإطار عمله، التي يحترمها المغرب بشكل تام، لا تسري في هذه الحالة.

وبخصوص دعوة الكيان الانفصالي إلى منتدى تيكاد-8، أوضح الناطق باسم الوزارة أنه تم الاتفاق منذ البداية وبموافقة تونس على أن تقتصر المشاركة على الدول التي تلقت دعوة موقعة من قبل كل من رئيس الوزراء الياباني والرئيس التونسي.
 
دعوة أحادية الجانب
 
باعتبارها طرفا رئيسا في منتدى التعاون الياباني الإفريقي "تيكاد"، عبرت اليابان عن تنديدها ورفضها لمشاركة انفصاليي "البوليساريو".
 
وأكد الوفد الياباني في تصريح خلال أشغال الجلسة العامة الأولى للمؤتمر، "أن "تيكاد" هو منتدى للنقاش حول التنمية في إفريقيا" وأن "حضور أي كيان لا تعترف به اليابان كدولة ذات سيادة في اجتماعات مؤتمر "تيكاد"، بما في ذلك اجتماعات كبار المسؤولين واجتماع القمة، لا يؤثر على موقف اليابان بشأن وضع هذا الكيان".

وعلى هذا الأساس، فإن البلد المستضيف لأشغال المؤتمر وضع الوفد الياباني أمام الأمر الواقع، بإرساله دعوة من جانب واحد للكيان الانفصالي، وهو ما ألحق ضررا بالغا بروح الجدية والهدوء التي كان يتعين أن تطبع أشغال هذا اللقاء المهم للشراكة الإفريقية اليابانية.
 
ويؤكد هذا التصريح الموقف الذي عبرت عنه طوكيو في مناسبات عديدة، ومفاده أن دعوات المشاركة في القمة، التي كان من المفروض أن ترسل بشكل حصري ومشترك من طرف تونس واليابان، وُجهت فقط إلى الدول التي تعترف بها طوكيو رسميا، والتي لا تخضع لعقوبات من قبل الاتحاد الإفريقي.
 
استنكار إفريقي للموقف التونسي
 
أعربت العديد من الدول الإفريقية عن أسفها الشديد لغياب المغرب، الذي يضطلع بدور رئيسي على الساحة القارية، عن القمة الثامنة لمنتدى التعاون الياباني الإفريقي (تيكاد)، التي عرفت مشاركة زعيم الميليشيا الانفصالية "البوليساريو".
 
وبلغة يطبعها الحزم والوضوح، لم تتردد هذه الدول الإفريقية، وهي السنغال، جمهورية إفريقيا الوسطى، غينيا بيساو، بوروندي، ليبيريا ، جزر القمر، وغينيا الاستوائية، في التعبير عن أسفها، ومنذ انطلاق أشغال القمة، بسبب غياب المملكة "إحدى ركائز إفريقيا" و "العضو البارز في الاتحاد الإفريقي"، وذلك عقب استقبال الرئيس التونسي لزعيم "البوليساريو"، الذي تمت دعوته بشكل أحادي الجانب من قبل تونس، في انتهاك لعملية الإعداد والقواعد المعمول بها.

وبتعبيرها عن هذا الموقف إزاء غياب فاعل أساسي في إفريقيا عن قمة من المفترض أن تعزز التبادلات البناءة حول القضايا الرئيسية المتعلقة بتنمية القارة، تكون هذه الدول قد بعثت بإشارات قوية حول وجاهة وشرعية قرار المملكة بعدم المشاركة في "تيكاد – 8".

وتعمق المواقف السلبية المتكررة من جانب الرئاسة التونسية الغموض التي يكتنف الموقف التونسي بخصوص قضية الصحراء المغربية، في ظل تنامي الاعتراف الاقليمي والدولي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية وعدالة قضيته.