الماء في المغرب.. بين ندرة الموارد ونجاعة التدبير

أخبار
الجمعة ٠٥ غشت ٢٠٢٢
17:06
استمع المقال
الماء في المغرب.. بين ندرة الموارد ونجاعة التدبير
محمد أبوموسى (صحافي متدرب)
استمع المقال

يواجه المغرب أزمة جفاف وندرة في التساقطات المطرية، ما يهدد مخزون الموارد المائية في العديد من مناطق المملكة. ولمحاولة احتواء الوضع تم اتخاذ مجموعة من الإجراءات الاستباقية للتخفيف من حدة هذه الأزمة.

الموارد المائية بالمغرب

يتوفر المغرب على موارد مائية تقدر بـ22 مليار متر مكعب في السنة، أي ما يعادل 700 متر مكعب لكل نسمة. وفق بيانات رسمية لوزارة التجهيز والماء.  

فيما تقدر الموارد المائية السطحية بمجموع التراب الوطني في السنة المتوسطة ب 18 مليار متر مكعب. وتتراوح حسب السنوات من 5 مليار متر مكعب إلى 50 مليار متر مكعب.

أما المياه الجوفية فتمثل حوالي 20% من الموارد المائية التي تتوفر عليها المملكة. ويبلغ مخزون المياه القابلة للاستغلال 4.2 مليار متر مكعب في السنة. وتغطي أهم الأنظمة المائية الجوفية مساحة تقدر ب 80.000 كلم مربع، أي حوالي 10% من مجموع التراب الوطني.

ويحتضن المغرب حاليا 149 سدا كبيرا، بسعة تخزينية تفوق 19 مليار متر مكعب. وسجلت حقينة السدود هذه السنة 4 ملايير و700 مليون متر مكعب، بنسبة ملء قدرت ب29 في المائة. بالإضافة إلى توفر المملكة على سدود متوسطة وصغيرة، علاوة على مشاريع لتحلية مياه البحر في 9 محطات تعبئ 147 مليون متر مكعب في السنة.

ندرة المياه .. أزمة محدقة 

تعرف الموارد المائية تراجعا كبيرا نتيجة ضعف التساقطات المطرية، حيث أشار نزار بركة، وزير التجهيز والماء في وقت سابق أمام البرلمان، إلى انخفاض الموارد المائية بنسبة 85 بالمائة (تراجعت بنسبة 55 في المائة)، فضلا عن تراجع حجم التساقطات الثلجية ومساحة الثلوج التي كانت تغطي 45 ألف كلمتر مربع، فيما همّت هده السنة 5 آلاف كلمتر مربع. فضلا عن تقلص عدد أيام الثلوج التي تراجعت من 41 يوما في السنة إلى 14 يوما فقط خلال السنة الجارية. 

وأشار نزار بركة إلى أن معالجة مشكل ندرة المياه لن يتأتى خلال أشهر، بل يتطلب الأمر استراتيجية ومنظورا جديدين وتدابير مهيكلة "وهو ما انطلقت الوزارة في الاشتغال عليه".

 

الحكومة في مواجهة الأزمة

عقد رئيس الحكومة عزيز أخنوش، بتاريخ 30 يونيو 2022، اجتماعا عن بعد خُصص لدراسة "الوضعية المائية بالبلاد" بحضور مجموعة من الوزراء والمسؤولين المعنيين.

واتخذت الحكومة بهذا الصدد مجموعة من الإجراءات أهمها: إحداث لجنة تضم جميع القطاعات المعنية تحت إشراف وزارة التجهيز والماء؛ لتتبع برنامج الحكومة فيما يتعلق بالتزود المستمر بالماء الصالح للشرب في جميع مناطق المملكة.

كما حث جميع القطاعات المعنية على التسريع بالتنزيل السليم لمختلف البرامج ‏ذات العلاقة بتدبير المياه، وتشجيع الاستثمارات التي من شأنها تقديم حلول ‏بشكل مستدام فيما يتعلق بإنتاج وتوزيع واستغلال الماء، وتمكين المغرب من ‏تجاوز إشكالية ندرة المياه وتحقيق الأمن المائي.‏

وتحدث مصطفى  بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، عن باقي الإجراءات الحكومية لتجاوز العجز الذي تعرفه الأحواض المائية، وعن استراتيجية تحلية مياه البحر في عدد من مدن المملكة.

وبخصوص تدبير عدد من المدن لأزمة المياه، أعلنت المديرية الجهوية بالمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، قطاع الماء بخريبكة، اضطرارها لخفض صبيب الماء الشروب بشبكات التوزيع بكل من المدن والمراكز التابعة لإقليم سطات وبرشيد، يوميا من الساعة العاشرة ليلا إلى حدود الساعة السابعة صباحا من اليوم الموالي، وذلك ابتداء من يوم الإثنين فاتح غشت 2022. وذلك من أجل الحفاظ على الموارد المائية وضمان استمرارية تزويد ساكنة الإقليم بالماء.

المغاربة وترشيد استغلال المياه

 

نوه رئيس الحكومة عزيز أخنوش، في الاجتماع الذي خُصص لدراسة الوضعية المائية بالبلاد، بـأهمية وضع مخطط تواصلي للتحسيس وتنمية الوعي ‏الجماعي بأهمية تدبير ندرة المياه وكيفية ترشيد استهلاكها. 

وتفاعل مجموعة من المواطنين مع الوضعية الحالية للمياه، من خلال ترشيد استغلال الموارد المائية في عدد من الأنشطة اليومية، أهمها غسل السيارات: