تغطية مباشرة

في ختام جولة مهرجان كناوة.. جمهور الرباط يعيش لحظات استثنائية على أنغام موسيقى كناوة والجاز

ثقافة
الجمعة ٢٤ يونيو ٢٠٢٢
09:00
استمع المقال
في ختام جولة مهرجان كناوة.. جمهور الرباط يعيش لحظات استثنائية على أنغام موسيقى كناوة والجاز
مدي1تيفي.كوم و (و.م.ع)
استمع المقال

عاش جمهور مدينة الرباط، مساء الخميس، لحظات فنية استثنائية بفضل توليفة خلاقة مزجت بين موسيقى كناوة والجاز أبدع في تقديمها بشكل مشترك فنانون من المغرب وإسرائيل وفرنسا، وذلك في إطار آخر محطة من محطات جولة مهرجان كناوة التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

واستمتع الجمهور الذي غصت به جنبات مسرح محمد الخامس بالرباط، بعرض حي للمعلم حميد القصري الذي يمزج في موسيقاه بين إيقاعات كناوة شمال وجنوب المغرب، حيث قدم لوحات من ريبرتوار الموسيقى الكناوية العريقة على إيقاع نغمات الكمبري والقراقب، متيحا لحظات ساحرة من التفاعل مع جمهور متعطش لهذا الفن سيما بعد التوقف الذي عرفته التظاهرات الفنية بسبب جائحة كوفيد 19.

وإلى جانب موسيقى كناوة، شكل هذا الحفل مناسبة للجمهور للتعرف على موسيقى عازف الباص الإسرائيلي، أفيشاي كوهين، الذي يعتبر أحد أعمدة موسيقى الجاز المعاصرة، وعلى ألبومه الأخير Shifting Sands الذي أداه رفقة فرقته الثلاثية (أفيشاي كوهين تريو).

وتميز هذا الحفل بتقديم الفنانة المطربة نبيلة معن عددا من المقطوعات التي تمزج بين الجاز والموسيقى العربية الأندلسية، في تكريس للبعد الدولي الذي يضفيه مشروعها الفني على هذه الموسيقى، وهو ما أثار إعجاب الجمهور الذي صفق بحرارة لأداء الفنانة المغربية إلى جانب بقية المشاركين.

وبالفعل، فقد كان من أقوى لحظات هذا الحفل العرض المشترك الذي قدمه الفنان حميد القصري رفقة بقية الفنانين المشاركين مرفوقين بساكسفون واكورديون الجاز اميل بيراني وفنسنت باريزيان من فرنسا، ما عرف تفاعلا قويا من جانب الجمهور مع هذا الحوار الموسيقي بين الآلات المغربية والغربية من كونترباص وبيانو وغيره في تجسيد بليغ للشعار الذي رفعته جولة مهرجان كناوة القائم على المزج والاندماج بين الأنماط الموسيقية وتكريس لدور الموسيقى باعتبارها جسرا للتواصل والتقريب بين الثقافات.

وقال المعلم حميد القصري في تصريح للصحافة بالمناسبة، إن تنظيم جولة مهرجان كناوة في عدة مدن مغربية برسم هذه السنة، شكل فرصة لعشاق هذا الفن الموسيقي عبر المملكة للاستمتاع بهذا النمط الموسيقي الأصيل. وأبرز القصري أن ما يميز محطة الرباط من هذه الجولة هو تقديمها لأطباق فنية رفيعة، تمزج بين الفن الكناوي المغربي وموسيقى الجاز المعاصر والموسيقى الأندلسية وفن الملحون.

من جهتها، أعربت نبيلة معن، في تصريح مماثل، عن سعادتها بالمشاركة في هذه الجولة رفقة المعلم الكناوي حميد القصري وباقي الفنانين المشاركين، كونها تجربة تمزج بين أنماط موسيقية مختلفة. وقالت معن إن مهرجان كناوة يعتبر فرصة للالتقاء بمجموعة من الفنانين البارزين في مختلف الحقول الموسيقية، وتقاسم تجاربهم الفنية.

من جانبه، أكد الفنان الإسرائيلي، كوهين، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المزج بين موسيقى الجاز وموسيقى كناوة على منصة واحدة بمسرح محمد الخامس "أمر مثير للإعجاب وفكرة جيدة"، مبرزا أن تقديمه لعرض مشتركا مع الفنان المعلم حميد القصري هو "فرصة رائعة بالنسبة لي".

من جهته، قال المدير الفني لمهرجان كناوة وموسيقى العالم، عبد السلام علي كان، إن جولة مهرجان كناوة لهذه السنة تعتبر استثنائية لأنها تأتي بعد اعتراف منظمة اليونيسكو بفن كناوة تراثا عالميا لاماديا للإنسانية. وأضاف علي كان أن جولة مهرجان كناوة تسعى لتقريب الجمهور المغربي من عمالقة الفن الكناوي المغربي بمدن مختلفة، ضاربا موعدا للجمهور سنة 2023 في المدينة الأصلية للمهرجان، الصويرة، لنسخة جديدة من مهرجان كناوة وموسيقى العالم.

وإضافة إلى حفل اليوم، تشمل محطة الرباط من جولة مهرجان كناوة برسم سنة 2022، حفلا ختاميا يوم غد الجمعة يحييه كل من المعلم عبد القادر أمليل والمعلم عزيز باقبو والمعلم مجيد بقاس أفرو-كناوة بلو باند.

يشار إلى أن جولة مهرجان كناوة التي تنظم من طرف "A3 Communication " وجمعية يرمى كناوة بشراكة مع شركاء عموميين وخواص، انطلقت في محطتها الأولى بالصويرة، عاصمة تاكناويت، (يومي 3 و4 يونيو)، قبل أن تحط الرحال في كل من مراكش (يومي 9 و10 يونيو) والدار البيضاء (أيام 16 و17 و19 يونيو)، لتختتم جولتها بالعاصمة الرباط (يومي 23 و24 يونيو).

وجمعت الجولة كبار معلمي كناوة، مع موسيقيين عالميين مشهورين في سياق حفلات المزج، أكثر من 150 فنانا من حوالي 15 دولة، أطلقوا العنان لمواهبهم ليشاركوا الجمهور شغفهم بالموسيقى، بلا حدود، لإعادة خلق سحر المهرجان خلال 30 حفلة موسيقية جديدة.

كما شكلت جولة مهرجان كناوة مناسبة حية للاحتفاء بإدراج منظمة اليونيسكو لفن كناوة ضمن التراث الثقافي الإنساني اللامادي سنة 2019.