أكثر من ثلاثة أيام قضاها الطفل ريان داخل الثقب المائي، وقلوب الملايين في المغرب والخارج تدعو الله أن تكون لهذه القصة، التي طالت فصولها، نهاية سعيدة تفرح أسرته وكل من تعاطف مع محنتها. وفي الوقت الذي تتظافر فيه الجهود دون توقف في سباق من الزمن، تتقاطر الأخبار حول تطور قصة الطفل ريان، بين بث مباشر وحوارات وأخبار تتناقلها المنابر الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، بعضها يناقض بعضا وتضيع معها الحقيقة التي يسعى إلى معرفتها كل مع اهتم لقضية ريان.
نهاية سعيدة...كاذبة!
أكثر الأخبار الزائفة تداولا بشأن قصة الطفل ريان، تتعلق بنجاته. إذ خرجت مواقع إخبارية عربية، يوم الخميس، بخبر خروجه من البئر، بل ذهب بعضها إلى اختلاق سيناريوهات كاذبة وحوارات مزيفة، ونسب بعضها لريان تصريحات حول ما عاشه داخل البئر!
صورة مزيفة
من جانبها، كشفت خدمة تقصي صحة الأخبار التابعة لوكالة فرانس برس، حقيقة صورة متداولة على أنها لإنقاذ الطفل المغربي ريان.
وأكدت الوكالة أن الصورة التي يتم تداولها تعود لعملية إنقاذ طفل عراقي منذ أشهر، ولكن محاولات إنقاذ الطفل ريان مازالت مستمرة.
ريان تناول الطعام؟
من الشائعات الأخرى التي لاحقت قصة ريان، وتكررت طيلة الأيام الثلاث الأخيرة، تلك المتعلقة بتناوله الطعام، إذ ترددت أخبار متباينة يؤكد بعضها أنه تناول الطعام، بل ذهبت أحيانا إلى تحديد نوع الطعام الذي تناوله، بينما أكدت السلطات تزويده بالأوكسيجين والماء الضروريين لبقاءه على قيد الحياة.
وانتشرت أخبار أخرى عن رفض السلطات عروض المساعدة التي قدمها المتطوعون، القادمون من مختلف أنحاء المغرب، بينما يؤكد المسؤولون دقة عملية الإنقاذ، والحرص الكبير الذي تتم به تحت إشراف خبراء ومهندسين، بالنظر لخطورة العملية وطبيعة التربة القابلة للانهيار.
المجلس الوطني للصحافة يتدخل
من جانبه، رصد المجلس الوطني عددا من الخروقات في التغطية الإعلامية لقصة الطفل ريان، والتي تم ارتكابها من طرف بعض الصحف الإلكترونية، في تجاهل تام للمبادئ الإنسانية التي يتضمنها ميثاق أخلاقيات مهنة الصحافة.
.وأكد المجلس أن الأزمات والفواجع، لا يمكن أن تتحول، بأي حال من الأحوال، إلى مجال للربح المادي والإثارة الرخيصة لزيادة عدد المشاهدات وغيرها من أساليب المتاجرة في المآسي الإنسانية.
واستعرض المجلس بعض نماذج هذه الخروقات، من قبيل تصوير الطفل ريان في البئر بوجهه الدامي، وتصوير واستجواب أطفال قاصرين وهم في حالة إنسانية غير طبيعية جراء التأثر بالحادث وتصوير أسرة الطفل واستغلال وضعها النفسي، ومخالفة البند المتعلق بالبحث عن الحقيقة، حيث تم التعامل مع المعلومات والمعطيات المتعلقة بعملية الإنقاذ، بشكل غير مهني، من خلال ترويج أخبار غير صحيحة يطغى عليها الهاجس التجاري والتسويقي.
ونوه المجلس بوسائل الإعلام والصحافة التي التزمت بالعمل الصحفي الرصين، مؤكدا بالمقابل أنه بصدد ضبط مختلف الخروقات التي قد تستحق المتابعة التأديبية،