الحفاظ على التراث اليهودي .. المغرب نموذج يحتذى به عبر العالم

أخبار
الأربعاء ٠١ دجنبر ٢٠٢١
12:57
استمع المقال
الحفاظ على التراث اليهودي .. المغرب نموذج يحتذى به عبر العالم
medi1tv.com
استمع المقال

اخترنا لك

"تامغرابيت"، الثقافة العبرية في الهوية المغربية .. أمسية خاصة على ميدي1 تيفي

تحت عنوان "التعايش بين الأديان والانفتاح على مختلف الثقافات" تتفرد المملكة المغربية بالغنى الكبير على المستوى الثقافي والديني، ما يجعل من البلد نموذجا يحتذى به عبر العالم.

وتحظى المزارات اليهودية بعناية فائقة من طرف السلطات المغربية، بفضل التعليمات الملكية التي تولي أهمية كبرى للمرافق الدينية بصفة عامة، عناية تتجسد أيضا في إطلاق مجموعة من المبادرات لتأهيل وترميم دور العبادة والأضرحة والأحياء اليهودية.
 
تكريس الهوية الوطنية المتعددة والموحدة 

يجسد الحفاظ على التراث اليهودي المغربي من خلال مبادرات متعددة، ترمي إلى إعادة ترميم وتأهيل مجموعة من دور العبادة والأضرحة والأحياء، بالإضافة إلى الاهتمام الخاص الذي توليه المملكة المغربية تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس لتكريس الهوية الوطنية المتعددة والموحدة.

وكان المغرب على مدى قرون من تاريخ عريق بمثابة "ملاذ" حقيقي للسلام، والطمأنينة والتسامح وقبول الآخر، واحترام الاختلاف، مقدما بذلك نموذجا يحتذى به في الحوار والتعايش بين الحضارات والأديان والثقافات.

 

 
عرفانا بجهوده من أجل الحفاظ على الثقافة والتراث اليهودي المغربي بقيادة الملك محمد السادس، تم تكريم المملكة المغربية في معهد العالم العربي بباريس الذي افتتح معرضا تحت عنوان "يهود الشرق ... تاريخ ألفي".

يندرج المعرض الذي يستمر إلى 13 مارس 2022 ضمن استمرارية معرضي "الحج إلى مكة" لسنة 2014، ومعرض "مسيحيو الشرق 2000 عام من التاريخ" لسنة 2017، وهي الثلاثية المكرسة للأديان التوحيدية في العالم العربي.

ويلقي هذا الحدث الثقافي الدولي المقام على مساحة 1100 متر مربع، نظرة فريدة على تاريخ المجتمعات اليهودية في العالم العربي منذ قرون، من الحوض المتوسطي إلى نهر الفرات مرورا بشبه الجزيرة العربية.

ويستكشف المعرض مختلف أوجه التعايش بين اليهود والمسلمين، من الروابط الأولى التي نشأت بين القبائل اليهودية في شبه الجزيرة العربية وظهور الشخصيات الرئيسية في الفكر اليهودي أثناء الخلافة في العصور الوسطى في بغداد،  فاس، القاهرة وقرطبة، وازدهار المراكز الحضرية اليهودية في المغرب العربي والإمبراطورية العثمانية إلى بدايات هجرة اليهود من العالم العربي.

وفي ضوء هذه الرؤية التاريخية غير المسبوقة يحرص المعرض على إشعاع وحفظ ذاكرة موروث بثراء هائل وبفضل استعارة الأعمال من مجموعات دولية "فرنسا، إنجلترا، المغرب، إسرائيل، الولايات المتحدة وإسبانيا".

كما يقدم معهد العالم العربي أعمالا فريدة وذات تنوع كبير من حيث الأشكال: آثار، مخطوطات، لوحات، صور فوتوغرافية، قطع نحاسية وأغراض للحياة اليومية، إلى جانب مواد سمعية-بصرية وموسيقية.

وحول المعرض الذي تم جلب أعماله من مجموعات عامة وخاصة سيكون الجمهور العريض والمتخصصون في التاريخ اليهودي على موعد مع ندوات، لقاءات وعروض موسيقية هدفها تسليط الضوء على هذا الإرث المشترك.

 
 
خصوصية المغرب كأرض للتسامح الديني 

حرص رئيس معهد العالم العربي جاك لانغ على إبراز خصوصية المغرب كأرض للتسامح بين الديانات في إطار السلام، التفاهم والعيش المشترك، منوها بقوة بـ "العمل الاستثنائي الذي يقوم به  الملك محمد السادس من أجل الثقافة اليهودية المغربية".

وأشارعلى الخصوص إلى تكريس المكون العبري في الدستور المغربي وترميم المواقع اليهودية وإدراج تدريس اليهودية المغربية في المقررات الدراسية.

 

"بيت الذاكرة" .. نموذج رائد لحفظ التراث المغربي اليهودي

"سلام لكولام .. شالوم عليكم" عبارة تستقبل زائر "بيت الذاكرة" وهي مزيج من اللغتين العربية والعبرية للتعبير عن "التعايش" بين اليهود والمسلمين في مدينة الصويرة بالمغرب.

"بيت الذاكرة" بيت عتيق بحي الملاح بمدينة الصويرة أعيد ترميمه، شهد على فترة عاش فيها الإسلام واليهودية في ظل تقارب وانسجام استثنائيين يعرض وثائق ومتعلقات تعود لعائلات يهودية محلية بالإضافة إلى كنيس ومركز للأبحاث.

كما يسمح باكتشاف مسارات متميزة لشخصيات يهودية متحدرة من الصويرة، ويخلد البيت أيضا ذاكرة أول يهودي تم انتخابه في مجلس الشيوخ الأميركي دافيد يولي ليفي "1810-1886" يتحدر بدوره من عائلة هاجرت إلى الضفة الأخرى من الأطلسي مطلع القرن 19.

 
 
جاك لانغ: الملك محمد الخامس حرص على توفير ظروف مثالية لليهود بالمغرب
دعا رئيس معهد العالم العربي جاك لانغ إلى الاعتراف بجلالة المغفور له الملك محمد الخامس كأحد "الصالحين بين الأمم"، عرفانا بحمايته للجالية اليهودية إبان نظام فيشي.

وقال لانغ خلال حفل الافتتاح الرسمي يوم الاثنين 22 نونبر للمعرض-الحدث "يهود الشرق .. تاريخ يمتد لآلاف السنين"، بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن "الوقت قد حان للاعتراف بجلالة المغفور له الملك محمد الخامس كأحد الصالحين بين الأمم".

وتابع لانغ أمام الرئيس ماكرون وثلة من الشخصيات لاسيما من الوسطين السياسي والثقافي وممثلي الديانات التوحيدية الثلاث "اسمحوا لي في هذه اللحظة أن أعرب عن أملي في أن يتم الاعتراف أخيرا بإحدى الشخصيات القوية في العالم العربي، والذي أبدى رغبته الدائمة في احترام جميع الأديان، أفكر هنا في الملك محمد الخامس، وأود أن يتم اعتباره من الصالحين بين الأمم".

وأضاف "نعلم أنه قام بحماية اليهود المغاربة من نظام فيشي ما يتناقض مع الكيفية التي تم بها تعذيب يهود الجزائر، حبسهم، إساءة معاملتهم وتحقيرهم بفعل إلغاء مرسوم كريميو".

وخلال مراسم الافتتاح الصحفي للمعرض قال رئيس معهد العالم العربي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه سيبعث لسلطات ياد فاشيم "المعهد الدولي لإحياء ذكرى المحرقة" رسالة يطلب من خلالها "إعلان سلطان المغرب المغفور له محمد الخامس صالحا بين الأمم، اعتبارا للحماية التي منحها ليهود المغرب ضد سلطات فيشي".

وشدد على أن "جميع المؤرخين الذين اشتغلوا على تاريخ اليهود يعرفون إلى أي مدى كان جلالة المغفور له الملك محمد الخامس حاميا لليهود"، مشيرا إلى أنها طريقة لإظهار أن "هناك اليوم نوع من التناغم الذي يتشكل بين الثقافتين اليهودية والإسلامية".

 

 

 

إذاعة ميدي1 الشريك الإعلامي الوحيد بإفريقيا في معرض "يهود الشرق" بباريس

 
حاييم الزعفراني منح الأحقية والمصداقية والشرعية لتاريخ اليهودية المغربية

أكد أندري أزولاي مستشار الملك محمد السادس والرئيس المؤسس لجمعية "الصويرة -موكادور" أن المفكر حاييم الزعفراني، وهو المستكشف البارز للمدرسة المغربية للتنوع كان وسيظل أحد أعلام اليهودية العربية والأمازيغية الذي صالحنا مع ذواتنا".

وأشاد  أزولاي ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة افتتاح معرض "حاييم الزعفراني، أحد أعلام النبوغ اليهودي المغربي" ، بجامع بيضا مدير الأرشيف الوطني على مبادرة المؤسسة بتنظيم هذه التظاهرة "التي ينتظرها الكثير منا، والتي ستساعدنا على إيفاء العطاء الغزير والمتفرد لحاييم الزعفراني حقه"، مبرزا أن الراحل مشهود له من طرف نظرائه بأنه أحد الخبراء المرموقين في العالم، المتخصصين في التاريخ الاجتماعي لليهودية في الغرب الإسلامي".
 

بيداغوجيا التنوع في قلب حداثة المجتمع المغربي 

قال أندري أزولاي إن المغرب "اجتاز محطة تاريخية أخرى باحداث ماستر مخصص للحضارات العربية الاسلامية، الأمازيغية واليهودية" مبرزا أن بيداغوجيا التنوع في قلب الحداثة التي تسم المجتمع المغربي.

وفي افتتاح ندوة بإفران نظمتها جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس بمناسبة إطلاق أول ماستر حول قواسم الحضارات العربية الاسلامية والأمازيغية واليهودية، أبرز مستشار الملك محمد السادس والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موغادور أن المغرب، "من خلال تملك تاريخ الحضارات التي أغنته على مر العصور باحترام وفطنة وعزم يعطي كامل الشرعية للمواطنة الأخلاقية والشاملة التي يتطلع اليها مجتمعنا".

وأضاف "إننا نتقدم باطمئنان وتصميم، تحت القيادة الحكيمة والمتبصرة للملك محمد السادس ومتسلحين باجماع وطني أكثر اتساعا، على درب تأكيد مركزية هذه البيداغوجيا المتجذرة في دروس معيشنا وتاريخنا" مشيرا الى "التقاطع الرائع للحضارات والثقافات الذي بات في قلب الحداثة الفريدة لمجتمعنا".

ويرى مستشار الملك محمد السادس أن "هذا التملك الجماعي ركيزة وحدة شعبنا، وحدة تكون أكثر قوة حينما تتسع لتشمل جميع مكونات تنوعنا".

 

ديفيد هاشتويل يشيد بـ 15 قرنا من التعايش السلمي والأخوي بين المسلمين واليهود في المغرب

أشاد رئيس المؤسسة الإسبانية-اليهودية ديفيد هاشتويل  بالدور الشجاع للمغرب في حماية طائفته اليهودية إبان حكم نظام فيشي خلال الحرب العالمية الثانية، مسلطا الضوء على "خمسة عشر قرنا من التعايش السلمي والأخوي " بين المسلمين واليهود في المغرب.

وفي كلمة بمناسبة الاحتفال بمرور 500 عام على الوجود اليهودي في المكسيك  وصف هاشتويل الذي يقدم نفسه على أنه مواطن يهودي مغربي من مدينة الدار البيضاء، المملكة بأنها "ملاذ" لليهود وعبر عن امتنانه للملك الراحل محمد الخامس على تضامنه ورعايته التي أولاها لهذه الطائفة.

 

يمكنكم أيضا مشاهدة :

تامغرابيت .. أمسية خاصة على ميدي1 تيفي ، الثقافة العبرية في الهوية المغربية#